سياسة تجويع الخلايا
تشير أصابع الاتهام للجزيئات البروتينية (VEGF) كأساس في عملية توليد الأوعية الدموية، وتوفير الغذاء للأورام الخبيثة، الأمر الذي رشحها لتكون أرضا خصبة للأبحاث التي ترنو إلى علاج السرطان وتصدرت قائمة الخطط العلاجية وباتت على رأس التدخلات الدوائية الحديثة في مواجهة السرطان.
تقلص الورم السرطاني بمضادات قادرة على قتل الأوعية الدموية
وبالفعل توصل عدد من الباحثين الفرنسيين إلى إنجاز غير مسبوق في معالجة الأورام السرطانية، وتقدموا بتقرير مفصل حول آخر ما توصلت إليه دراساتهم وأبحاثهم في المؤتمر السنوي العام للأورام السرطانية الذي نظمته وأشرفت عليه الجمعية الأمريكية للسرطان في أواخر أيار/مايو 2005 AmericanSociety of Clinical Oncology (ASCO) وقد احتل الإنجاز موقعا متقدما بين ما تم تقديمه في المؤتمر.
وحمل التقرير تأكيد وصحة ما اعتبره اختصاصيو الأمراض السرطانية لسنوات طويلة ضربا من ضروب العلم الخرافي، ألا وهو معالجة الورم السرطاني في موقعه، وأبرز التقرير حجم النجاح الذي حققوه على هذا الصعيد من خلال علاج تكون الأوعية الدموية في فترة قصيرة، بواسطة مضادات قادرة على قتل هذه الأوعية التي يولدها الورم السرطاني حتى يتمكن من الانتشار في كامل أنحاء الجسم.
والعلاج يتم بواسطة حقن متواصل بالمضادات يمكن متابعة نتائجه من خلال المشخص الإلكتروني "سكانر" القادر في خلال دقيقتين أن يتأكد من مرور الدواء إلى العضو المصاب، ثم يعمل الاختصاصي في التصوير الطبي على متابعة التحولات الطارئة على الورم السرطاني بفعل العلاجات الهادفة إلى وقف عمليات توليد أوعية دموية جديدة تمد الورم بالقدرة على الصمود والانتشار.
حملت هذه النتائج آمالا كبيرة لملايين المصابين في العالم، خصوصا أن تقديرات الشفاء تراوحت بين 78% و82% لمن عولجوا بهذه الطريقة.
كما عضدت بقوة النتائج التي أظهرتها التجارب الأخيرة في الولايات المتحدة صلاحية التجربة الأخيرة، حيث خلصت إلى أن إعاقة العوامل المسئولة عن نمو الأوعية الدموية باستخدام الأجسام المضادة ستكون فعالة في تجارب تتعلق بعلاج سرطان القولون.
ويأمل الباحثون في هذا المجال أن يتمكنوا في النهاية من استخدام مضادات التمدد الدموي للحيلولة دون نمو الورم بمنع وصول المواد الغذائية إليه. والقضاء على شبح السرطان القاتل والمميت في حال التأكد من نجاح هذه الوسيلة العلاجية المتطورة لعلاج الأورام السرطانية.