تجفيف الينابيع.. ثورة في علاج السرطان
بقلم : صهباء بندق
تتجه آمال الملايين في العالم نحو نوع جديد من الأدوية، يستهدف بفعالية كبيرة الجزيئات البروتينية التي تغذي نمو خلايا السرطان، حيث يتم معالجة العضو المصاب بوقف كل إمكانيات امتداد الورم إلى أجزاء أخرى بالجسم، وذلك بحرمان الورم نفسه من موارده الغذائية التي تمكنه من الحياة.
الأوعية الدموية تمد الورم السرطاني بالغذاء
وبالفعل فإن التجارب والأبحاث التي قام بها العلماء أفضت إلى نتائج مذهلة، فبات إدراك الطبيب لمدى تجاوب المريض مع الدواء أو العكس أسرع، بشكل يسبق انتقال الورم من عضو مصاب لآخر سليم، وكما لم يحصل من قبل، وبالتالي يمكن للطبيب أن يعدل طريقة العلاج إذا تطلب الأمر ذلك. كما يمكن في هذه الحالة للطبيب المعالج أن يقارن بين وضعية الورم عند اكتشافه والتحولات التي طرأت عليه بعد العلاج.
وحول العلاج الذي توصل العلماء إلى اكتشافه، فهو عبارة عن عقاقير تستهدف الجزيئات البروتينية المغذية للخلايا السرطانية، فتعمل على إبطال مفعولها ووقف إمكانية انتشارها وتكاثرها من خلال تدمير أوعيتها المتوالدة، مقدما بذلك مستقبلا واعدا لإمكانية وقف نمو الأورام في مختلف أجهزة الجسم.
ومن جانبه فقد أكد الدكتور حمدي محمد زوام أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة على أن العلاجات القائمة على وقف عملية توليد الأوعية السرطانية أثبتت فعاليتها وأن معظم علاجات السرطان الجديدة تعتمد على حجب المواد الغذائية الضرورية عن الورم بمهاجمة إمداداته الغذائية بدلا من مهاجمة الخلايا السرطانية مباشرة وبالتالي يمكن معالجة العضو المصاب في مرحلة أولى بوقف كل إمكانيات تمدد الورم إلى أعضاء أخرى.
أما عن سبل حرمان الورم من المغذيات، فقد توجت الدراسات لكشف دور مجموعة البروتينات، التي تعرف باسم "عامل النمو البطاني للأوعية الدموية " (VEGF) في توليد الأوعية السرطانية، وما تقوم به لتعزيز تغذية الأورام السرطانية، فهذه الجزيئات البروتينة هي المسئولة عن نمو الأوعية الدموية بما فيها الأوعية السرطانية الجديدة التي تغذي نمو خلايا السرطان.